استضافة اشهار كوم للتطوير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخول
Cool Dark Blue
    Pointer Glitter

 

 الأسس النظرية لبناء المستقبل

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد بولفرى
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام
محمد بولفرى


الجنس الجنس : الأسس النظرية لبناء المستقبل I_icon_gender_male
البلــــــــــــد البلــــــــــــد : الأسس النظرية لبناء المستقبل Ma10
نسخة المنتدى نسخة المنتدى : الأسس النظرية لبناء المستقبل Fmphpb10
نوع المتصفح : الأسس النظرية لبناء المستقبل Fmfire10
العمل أو الترفيه : الأسس النظرية لبناء المستقبل Progra10
كيف تعرفت علينا كيف تعرفت علينا : كوكل
عدد المساهمات عدد المساهمات : 394
رصيد الكاتل رصيد الكاتل : 20064
سمعة العضو في المنتدى سمعة العضو في المنتدى : 18
عمر العضو عمر العضو : 28
الأوسمة : الأسس النظرية لبناء المستقبل Arb14e11
احترام قانون المنتدى احترام قانون المنتدى : الأسس النظرية لبناء المستقبل 111010

الأسس النظرية لبناء المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: الأسس النظرية لبناء المستقبل   الأسس النظرية لبناء المستقبل I_icon_minitimeالسبت يوليو 30, 2011 12:43 pm

و الصلاة و السلام على أشرف المرسليـن ...
الحمد لله وحده نحمده و نشكره و نستعينه و نستغفره و نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ...
...من يهده الله فلا مظل له و من يظلل فلن تجد له ولياً مرشدا ...
...و أشهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و سلم ...
... و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
...ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الخبير ...
...ربنا لا فهم لنا إلا ما فهمتنا إنك أنت الجواد الكريم ...
...ربي اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ...
...أما بعد ...
...فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى و خير الهدي هديُ سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ...
...و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ...
... فاللهم أجرنا و قنا عذابها برحمتك يا أرحم الراحمين...




الأسس النظرية لبناء المستقبل 3200639301 الأسس النظرية لبناء المستقبل 3200639301 الأسس النظرية لبناء المستقبل 3200639301


الأسس النظرية لبناء المستقبل 1119669852


الأسس النظرية لبناء المستقبل



د محمد بن
ناصر الشهري


الأستاذ المشارك في كلية
اللغة العربية


والعلوم الاجتماعية
والإدارية - جامعة الملك خالد


توطئة :


الحمد لله, والصلاة
والسلام على رسول الله, أما بعد :


فهذا بحث بعنوان: الأسس
النظرية لبناء المستقبل أردت المشاركة به في المؤتمر العالمي العاشر للندوة
العالمية للشباب الإسلامي؛ والذي سيعقد في النصف الثاني من عام 1427 هـ ـ 2006 م
إن شاء الله تحت شعار " الشباب وبناء المستقبل " وذلك رغبة في الإسهام
في هذا الملتقى الرائد الذي يعنى بهذا الموضوع الجلل, وبهذه الفئة العزيزة الغالية
المقصودة بهذا الموضوع, ألا وهي فئة الشباب الذين هم عماد الأمة, وأملها المشرق,
وسياجها الحامي لها, بناة حاضرها, ورعاة مستقبلها, بصلاحهم تصلح الأمة، وبفسادهم
تذل الأمة وتخزى .


وما من شك في أن شباب
أمتنا يتعرضون لمخاطر شتى, لذا يجب العمل على حمايتهم منها, وذلك برسم المنهج
الراشد السوي الذي يقودهم, بإذن الله تعالى, إلى بر الأمان .


وهذا المؤتمر المبارك فرصة
عظيمة لطرح كثير من الأفكار والرؤى التي من شأنها, إن شاء الله تعالى, أن تؤصل
لمنهج يحمي أبناء أمتنا مما يهددهم من مخاطر, ويأخذ بأيديهم إلى ما يصلح حاضرهم,
ويشيد لهم مستقبلاً واعداً رشيداً على هدى من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة
والسلام, وهذا ما يرجوه كل مؤمن صادق.


وهذا البحث في محور
المؤتمر الأول وهو : " الأسس النظرية لبناء المستقبل " .


وخطة هذا البحث تتمثل فيما
يلي :


أولا ـ الهدي الشرعي في
بناء المستقبل :


( هدي القرآن والسنة )


ثانيا ـ معطيات النتاج
البشري في بناء المستقبل :


1 ـ المجال التربوي


2 ـ المجال الاقتصادي


3 ـ المجال السياسي


4 ـ المجال الاجتماعي


أولا ـ الهدي الشرعي في
بناء المستقبل :


( هدي القرآن والسنة )


إن الهدي الشرعي ( هدي
القرآن والسنة ) في كل شيء هو أتم هدي وأكمله، لأنه{ لا يأتيه الباطلُ من بين يديه
ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} «سورة فصلت 42»، ومن ذلك هديهما العظيم في بناء
المستقبل، ذلك أن من أعظم مقاصدهما العناية بمستقبل الإنسان, وقد تمثلت هذه العناية
في ملامح كثيرة من أهمها ما يأتي :


أ ـ توجيه العناية العظمى
للعناية بالمستقبل الحقيقي للإنسان وهو الحياة الآخرة؛ جنات الخلود ( دار القرار
)، وهذا من أعظم مقاصد الكتاب والسنة، لأن العناية بذلك, كما أصّل ذلك الرسول صلى
الله عليه وسلم في نفوس أصحابه، فضلاً عن أنه مثله خيرتمثيل, من أعظم أسباب صلاح
الفرد والمجتمع، كما تحق ذلك للقرون الثلاثة الأولى, وكما هو حاصل لدى كثير من
الأفراد والجماعات عبر تاريخ المسلمين الطويل، قال تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر
أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }
«النحل 97» وقال سبحانه : {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئـن كفرتم إن عذابي
لشديد} «سورة إبراهيم 7» ومما يلزم لتحقيق ذلك :


ب ـ العمل الجاد لتحقيق كل
ما يصلح أمر الحياة الدنيا، في ظلال القرآن والسنة, وتحقيق استخلاف الإنسان الصالح
في هذه الأرض، وبذل كل أنواع البر والإحسان لكل شيء، حتى البهائم ولو كان ذلك وقت
إزهاق أرواحها, فضلاً عما فوقها من المخلوقات .


ج ـ الأمر بالسير في الأرض
للنظر في عاقبة الأولين لأخذ الدروس والعبر للتأسيس الصحيح للمستقبل, واجتناب ما
وقعوا فيه من خلل أدى إلى هلاكهم في الدنيا وخسرانهم في الآخرة، قال تعالى : {
أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى
الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } «الحج 46» وقال تعالى: { قل سيروا في
الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين } « الروم 42».


وإن المتأمل في حال الأمم
الماضية التي أهلكها الله عز وجل يجد أنها قد اشتركت في أمرين شنيعين وافترقت في
أمور أخرى شنيعة أيضاً :


أما أحد الأمرين :


وهو أخطرهما، بل أخطر
الأمور التي تفسد حياة الإنسان بكل جوانبها: القلبية والعقلية والخلقية والحيوية
«الحياتية» فهو الشرك بالله عز وجل, الذي يجعل الإنسان عبداً لمخلوق مثله, لا يملك
لنفسه ضراً ولا نفعاً , فضلاً عن غيره, بحيث يجعله الإنسانُ العابد له مرجعاً
مآلاً له في الشدائد والكربات، يستمد منه توجيهه وحركته، يدعوه ويلجأ إليه، وهو عن
دعائه غافل, إذ إن أكثر المعبودات من الجمادات, ولو سمع ما استجاب له، ويوم
القيامة يكفرون بشرك هؤلاء المشركين, ولا ينبئك مثل خبير .


ويعرض هؤلاء عن عبادة
الإله الحق، الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم, الذي خلق كل شيء، فاطر
السموات والأرض، بيده ملكوت كل شيء، بيده مقاليد السموات والأرض، وهو على كل شيء
قدير, لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات والأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في
كتاب مبين, إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون, الإله الملك الحق
المبين, الخالق, الرازق، الحافظ, المحيي, المميت, القوي، القادر، اللطيف، الخبير,
المدبر، المعطي, المانع, له الأسماء الحسنى, يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد .


فَلِمَ يعرض عنه هؤلاء
الجاهلون؟؟ وهم الضعفاء وهو القوي, هم المحتاجون وهو الغني، هم الفقراء المفلسون
وهو الكريم الجواد، خزائنه ملأى لا ينقصها ما ينفق منها, هم العاجزون وهو القادرعلى
كل شيء .....


وأما الثاني :


فهو رفض دعاة الخير
والإصلاح، من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم، بل معاداتهم ومحاربتهم،
وإخراجهم من ديارهم، بل قتالهم، وقد وصل بهم الأمر إلى قتل بعض الأنبياء عليهم
الصلاة والسلام فضلاً عن أتباعهم, وهذا كان سبباً في حرمان هؤلاء الجاهلين من
الخير الذي جاء به المصلحون, وحرمان كثير من الناس من ذلك الخير أيضاً, وقد أدى
إلى هلاكهم في الدنيا وخسرانهم في الآخرة .


أما الأمور التي افترقت
فيها تلك الأمم، فهي جماع الشر التي يمكن أن يقع فيها الإنسان، وأصول الفساد في
النفس والأرض، وركائز خراب الأمم والديار، وإهلاك الحرث والنسل, وقد تنوعت وتفرقت
في عدد من الأمم من الهالكة البائدة أو من الباقية, التي ارتكبت تلك الموبقات،
وهذه الأمور:


1 . ما وجد في عاد قوم هود
عليه الصلاة والسلام, وهو التكبر في الأرض بغير الحق { فأما عاد فاستكبروا في الأرض
بغير الحق} والافتخار بالقوة المفرطة { وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله
الذي خلقهم هو أشد منهم قوة } «فصلت 15» { والجبروت في البطش في الأرض، فلا رحمة
لمن يبطشون به } وإذا بطشتم بطشتم جبارين }«الشعراء 130» .


فلما كانوا بتلك الحالة,
ولم يستجيبوا لنبيهم عليه السلام, أرسل الله تعالى عليهم ريحاً صرصراً عاتية أي:
شديدة السموم أو البرد أو الصوت شديدة العصف, فكان عقابهم من جنس جرمهم .


وهذا ما وقع فيه فرعون
وآله { وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين } «يونس 83» وقد وصل به العلو
والتكبر إلى أن ادعى ما لم يدعه أحد من قبله ولا من بعده {فقال أنا ربكم الأعلى}
«النازعات 24» وأيضاً : { وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري}
«القصص 38 » ولم يسلم جنوده أيضا من هذا الداء العضال, قال تعالى : { واستكبر هو
وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون } « القصص 39 » .


فتلك المعصية العظيمة كانت
دليل إصابة نفوس هؤلاء بهذا الداء العضال لما توافرت أسبابه، ألا وهو داء العلو
والتكبر والتجبر, وهذا كان سبباً في تحويل هؤلاء القوم إلى قوة غاشمة ظالمة مفسدة
في الأرض, قد بلغ منها الغرور مبلغة, وكان سبباً في هلاكهم ودمارهم .


2 . ما وجد في مدين قوم
شعيب عليه الصلاة والسلام, وهو الخلل في الجانب الاقتصادي, من تطفيف المكاييل
والموازين, فكانوا إذا اكتالوا لأنفسهم يستوفون, وإذا كالوا لغيرهم نقصوا المكيال
والميزان, قال تعالى: { وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من
إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها } «الأعراف 85 » ولا يخفى ما في هذا العمل من
إشاعة الخيانة بين المتعاملين بيعا وشراء, ومن ظلم للضعفاء, وتدمير للاقتصاد الذي
هو قوام حياة الأمم, بحيث يصبح اقتصاداً أساسه الغش, وظاهره الظلم لأصحاب السلع,
ودعامته التحايل والمكر, فحلت الخيانة محل الأمانة, والكذب محل الصدق, والكسب
الخبيث محل الطيب..... .


وهذا إضافة إلى أمر خطير
آخر وهو : قطع الطريق , وتهديد من سلك سبيل الله بأنواع العذاب والأذى, قال تعالى
: { ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجاً}
«الأعراف 86» ولا يخفى على ذي بصيرة ما لهذا العمل من صلة قوية بالاقتصاد، فإنه
يضر به ضرراً بالغاً، وذلك إذا قطعت السبل, وهدد المتاجرون في الأسفار خاصة إذا
كانوا من المؤمنين, فضلاً عن أن يعتدى عليهم بسلب أموالهم وبضائعهم ونهب تجارتهم
أو بقتلهم, وهذا يؤدي إلى تعطل أمر التجارة, فيفقد الناس ما يحتاجون إليه من أمور
معاشهم, فلا يجدون ما يحتاجون إليه، وعندها تحل الكوارث والفقر والمجاعات, والحاجة
والعوز, بالضعفاء والفقراء خاصة...


3 . ما وجد في قوم لوط
عليه الصلاة والسلام, وهو الخلل في الجانب الخلقي, فقد انتكست الفطر, وفسدت
الأخلاق, وانحرفت الأمزجة, وضلت التصورات, واستحبت الفاحشة والقذارة, وترك الطهر,
وحل العمه محل البصيرة, فاستحلوا إتيان الذكران من العالمين، وتركوا ما خلق لهم
ربهم من أزواجهم, وفي هذا غاية الانحراف البشري في الجانب الخلقي, وغاية الانحطاط
التي يمكن أن يتردى إليها الإنسان, إضافة إلى ما يترتب على هذا العمل من قطع
الذرية والنسل, وتحول الأمر إلى مجرد قضاء شهوة لا ترتبط ببناء أسرة, ولا تنشئة
ذرية, ولا حصول السكن والرحمة والمودة { أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء
بل أنتم قوم مسرفون } «الأعراف 81 » بخلاف ما أباح الله تعالى من الزوجات، ففي ذلك
السكن والرحمة والمودة {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها
وجعل بينكم مودة ورحمة } «الروم 21» ومن أعظم مقاصد إتيان الزوجات ابتغاء الذرية
الصالحة { فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم } «البقرة 187» لا مجرد قضاء
الشهوة فحسب، إضافة إلى أن المعاشرة بين الزوجين من أعظم دعائم تثبيت الحياة
الزوجية، واستمرار الحياة الأسرية، فإذا صرفت هذه الوسيلة العظيمة إلى غير مصرفها
فقد آذنت بشر وفساد كبير .


4 . ما وجد في بني إسرائيل
قوم موسى عليه الصلاة والسلام ومن بعده من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من نحو :


ü نقض
العهود والمواثيق وقتل الأنبياء { فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم
الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا
قليلاً } «النساء 155».


ü أكل
الربا ( الماحق للاقتصاد ) { وأخذهم الربا وقد نهوا عنه } «النساء 161» .


ü أكل
أموال الناس بالباطل { يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون
أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله} «التوبة 34».


ü
قولهم سمعنا وعصينا { قالوا سمعنا وعصينا} «البقرة 93».


ü
سماع الكذب وأكل السحت {سماعون للكذب أكالون للسحت } «المائدة42».


ü
السعي بالإفساد في الأرض { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} «الأعراف 56».


ü
كتمان الحق { وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون } «البقرة146».


ü
مشابهة الأمم الضالة ومضاهأتهم {يضاهئون قول الذين كفروا من قبل} «التوبة 30 ».


ü
التطاول على الخالق سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً { لقد سمع الله قول
الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء } «آل عمران 181».


ü ترك
التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان
داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون, كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه
لبئس ما كانوا يفعلون} «المائدة 78».


* صدهم عن سبيل الله
كثيراً { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله
كثيراً} «النساء 160».


لهذا كله وغيره عاقبهم
الله عز وجل بعقوبات كثيرة منها :


ü
لعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام كما تقدم في الآية
آنفاً.


ü مسخ
بعضهم قردة وخنازير{ فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين }
«الأعراف 166».


ü
تحريم طيبات كثيرة كانت حِلاًّ لهم { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت
لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً } «النساء 160».


ü
تسليط الله سبحانه وتعالى عليهم من يسومهم إلى يوم القيامة سوء العذاب { وإذ تأذن
ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه
لغفور رحيم } «الأعراف 167».


* ضَرْب الذلةِ عليهم
وبوئهم بغضب من الله {ضُربت عليهم الذلةُ أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من
الناس وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله
ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}«آل عمران 112».


ü
الطبع على قلوبهم {فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق
وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً} 155 .إلى غير
هذا من أنواع العقوبات التي سلطها الله سبحانه وتعالى عليهم .


لكل ما تقدم وغيره يجب
وجوباً أكيداً النظر في أحوال الأمم السابقة، لأخذ الدروس والعبر التي يسير على
ضوئها الأجيال القادمة, ويستنير بثمارها أفراد المجتمع المسلم كافة, خاصة شبابهم
الذين هم أمل الأمة وسواعد بنائها, حتى يسلموا من تلك الموبقات التي وقع فيها
الأولون, وكانت سبباً في هلاك كثير منهم, وإصابة عدد آخر بأنواع من العذاب والعقاب
التي حلت بهم من ظهور الفساد في البر والبحر, ومن إهلاك الحرث والنسل, وبالتالي
حصول الدمار والخراب عليهم, بدلاً من تشييد مستقبل مشرق عامر بالخير والعطاء, أهم
دعائمه تحقيق رضاء الله سبحانه وتعالى, وابتغاء وجهه والدار الآخرة, ولا سبيل إلى
ذلك إلا بالعمل بشرع الله سبحانه وتعالى, والأخذ بكل الأسباب التي من شأنها
الإسهام في بناء حاضر ومستقبل الأمة في ظل الشريعة المطهرة .


د ـ النظر في سيرة النبي صلى
الله عليه وسلم, فقد عاش أقسى الظروف، ومع ذلك بنى مستقبلاً نعمت به البشرية وتنعم
إلى هذا اليوم، فقد نشأ يتيماً قد حرم حنان الأب ورعايته وعطفه, ثم ما لبث أن فقد
أمه في سن الطفولة حين كان أحوج ما يكون إليها، ثم بدأت نشأته فقيراً لدى عمه أبي
طالب الفقير أيضاً, فاشتغل برعي الغنم على قراريط لأهل مكة، ومع هذا كله كان
مثالاً رائعاً للشاب الناجح الذي يصمد أمام كل الشدائد والمشاق، والأهواء والشهوات
والشبهات, فاتصف بمكارم الأخلاق, لم يدفعه ما هو فيه من قسوة العيش إلى سلوك طرق
الشر والفساد, بل سار على درب الهدى والرشاد حتى لقب بالأمين, صلى الله عليه وسلم,
وصار ذلك شعاره وسمته التي يعرف بها, وهكذا استمر في نهجه لا يلوي على شيء, يسير
بخطى ثابتة، وأقدام راسخة، إلى أن اجتاز مرحلة الطفولة والشاب بكل سمو وشرف وخلق
عظيم، حتى وصل سن الأربعين صلى الله عليه وسلم، وعندها تحولت حياته تحولاً كاملاً
إذ أوحى الله إليه, ثم أمره بإبلاغ دعوة الإسلام والصدع بها, فما كان من قومه إلا
أن كذبه أكثرهم, وناوءوه, فانقلبت صورته في نظر عامة قومه من الأمين الصادق
المحبوب إلى العدو اللدود, ومن المتمتع بصفات الخلق العظيم إلى ضدها: الكذاب
والمُعَلّم والمجنون والساحر والشاعر والصابيء والمفتري والمتقوّل, ..... , ثم بدأ
الأذى النفسي والجسدي له صلى الله عليه وسلم, ثم بدأ اضطهاد أصحابه وتعذيبهم على
مرأى منه, ثم حوصر هو وأصحابه وعشيرته بنو هاشم في شعب أبي طالب بعدما وقاطعتهم
قريش نحو ثلاث سنين فلاقوا من الشدة والجهد وضنك العيش ما الله به عليم، حتى فرج
الله عنهم فنقضت المقاطعة, ومزقت الصحيفة التي كتب فيها العهد الجائر, إلا أن أذى
قريش وحربها للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ازداد شراسة وحدة, مما اضطر
عدداً الصحابة رضوان الله عليهم للهجرة إلى الحبشة مرتين، ثم أخذ الأمر يزداد قسوة
وشراسة حتى وصل الأمر غايته حين أجمعت قريش على اتخاذ قرار حاسم وخطير؛ وهو
إجماعهم على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم, وأعدوا لذلك خطة خبيثة {وإذ يمكر بك
الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }
«الأنفال 30 » ولكن الله تعالى نجى رسوله صلى الله عليه وسلم فخرج مهاجراً إلى
المدينة المنورة, حيث ينتظره الأنصار رضوان الله عليهم الذين آمنوا به وصدقوه,
فأعزهم الله بالإسلام وأعز الإسلام بهم، ونصر بهم رسوله صلى الله عليه وسلم، وهزم
الشرك وأهله, وبهذا أثمر صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وجهادهم, فبدل
الله سبحانه وتعالى خوفهم أمناً, وذلهم عزاً، وضعفهم قوة، وفقرهم وفاقتهم غنى
وسعة، وهوانهم رفعة وسيادة, ومكن الله تعالى لهم في الأرض, فأقاموا دين الله,
وعملوا به، ودعوا إليه، وصبروا على ذلك, وتواصوا به, فأظهر الله أمرهم, وأعلى
شأنهم, ونصر دولتهم وأظهرهم على عدوه وعدوهم، فأصبحوا سادة الدنيا، فصاروا يفتحون
البلاد شرقاً وغرباً، ينشرون دين الله عز وجل، ويمحون آثار الوثنية, وينشرون العدل
والحق, ويرفعون الظلم والجور, فدخل الناس في دين الله أفواجاً, فانقلبت أحوالهم من
الضلال إلى الهدى, ومن الظلمة إلى النور, ومن الظلم والجور إلى العدل, ومن ضيق
الدنيا إلى سعتها, ومن الحياة البهيمية إلى الحياة الإنسانية الكريمة في ظل هذا
الدين العظيم, وهكذا أثمر صبر رسوله صلى الله عليه وسلم وجهاده وعطاؤه وثباته على
الحق هو وأصحابه رضي الله عنهم في أن نعمت البشرية منذ تلك الحقبة التاريخية
الزاهرة إلى هذا اليوم بهذا المستقبل الذي آلت إليه أحوالها .....


هذا وبرغم كل ما قاساه صلى
الله عليه وسلم فقد كان أسعد الناس عيشاً, وأكبرهم أملاً وتفاؤلاً وعملاً، فقد
أنشأ دولة عظيمة في وقت وجيز، وأوجد جيلاً فريداً في غاية التربية المتكاملة، الذي
فتح قلوب البشر قبل بلدانهم، لأنهم كانوا صوراً رائعة مثلت الكمال البشري في أوضح
صورة ممكنة, وسمت نفوسهم عن الشهوات الدانية, والرغبات المقعدة, والهمم الهابطة،
فضلاً عن الشهوات المحرمة الآثمة, فلم يَدَعوا سبيلاً للخير العاجل أو الآجل إلا
ولجوه, ولا طريقاً للشر العاجل أو الآجل إلا أوصدوه, فانبعثت من سيرهم ينابيع
الخير والعطاء والنماء, وتلاشت الفوارق بين الأجناس وزالت, وتغيرت الموازين
الجاهلية والأرضية، فصار ميزان الكرامة والتقديم هو التقوى {إن أكرمكم عند الله
أتقاكم} «الحجرات 13».


ومن هذا نجد في سيرته صلى
الله عليه وسلم معيناً لا ينضب من الدروس والعبر المشرقة, والصور المضيئة, التي
يجب دراستها وتأملها والوقوف أمامها بنظرة متأملة وعميقة, لاستجلاء المنهج السوي
الرشيد الذي سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته إلى أن لقي ربه سبحانه
وتعالى, والذي يمكن الإفادة منه لرسم الصورة المضيئة التي نرجو أن يسير على هداها
أبناء مجتمعنا, وسائر أبناء المجتمعات المسلمة, حتى يصلوا إلى المستوى المرجو
لمستقبل أمتنا العزيزة, كما تحقق ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم ولأمته في تلك
الحقبة المشرقة من تاريخ المسلمين الطويل .


ثانياً ـ معطيات النتاج
البشري في بناء المستقبل:


1 ـ المجال التربوي ويتمثل
ذلك في :


توحيد جهة التلقي قدر
الاستطاعة, وذلك باختيار أفضل العلماء, والمعلمين والموجهين، والمفتين, حتى يسلم
الشباب من مخاطر الاختلاف, والتشتت والحيرة، وذلك حين يختلف العلماء, وتتعدد
الفتاوى, وتضطرب المواقف, وتتفاوت الاتجاهات, ذلك أن من أكبر أسباب الانقسام في
المواقف, والتباين في التصرفات, وظهور بعض الأقوال والأعمال والاتجاهات الخطيرة،
والمنكرة في بعض الأحيان, هو تعدد جهات التلقي وتضاربها في كثير من الأحيان,
وتناحرها في أحيان أخرى, وهذا ينذر بمخاطر لا يعلم عاقبتها إلا الله عز وجل, وقد
رأينا ولمسنا بعض هذه النتائج لعدم توحيد جهة التلقي, منها ما هو يسير, ومنها ما
هو فوق ذلك, ومنها ما بلغ الغاية في الشناعة, من قتل للأنفس المعصومة, وتدمير
للممتلكات, وترويع للآمنين, وشق عصا الطاعة لولي الأمر المسلم, وإساءة لصورة
الإسلام والمسلمين, إلى غير ذلك من صور الإفساد في الأرض ...


إزالة الحواجز بين الشباب
والعلماء، وهذا متصل بما قبله, لكنني أفردته لأهميته وشدة الحاجة إليه، لأن الأصل
الواجب هو أن يكون بين العلماء وبين الناس عامة اتصال مباشر دون حواجز تعيق سهولة
الوصول العلماء؛ وتزداد هذه الأهمية إذا كان الراغبون في الاتصال بالعلماء من
الشباب، لأن حاجتهم شديدة، فهم في عمر الشباب الذي تنقصه الخبرة والدربة في أمور
الحياة, وهو فترة الاندفاع وعدم التروي, وعدم تقدير عواقب الأمور, والموازنة
الرشيدة بين المصالح والمفاسد، وإدراك فقه الأولويات...


العناية بالقدوة الحسنة,
فإن أثرها في الإنسان عامة وفي النشء والشباب خاصة أثر عظيم, يفوق بأضعاف مضاعفة
أثر الكلام المجرد من التطبيق لمضمون ذلك الكلام, قال تعالى : { لقد كان لكم في
رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً } «الأحزاب
21» وقال تعالى : {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} «الأنعام 91».


إحياء المعاني الروحية
العظيمة من نحو : الصبر, والتضحية, والإيثار، والعفة، والاقتصاد في الغنى والفقر
...., ذلك أن هذه الصفات العظيمة لها أبلغ الأثر في حياة الفرد والمجتمع, فهي تجعل
من يتصف بها, فردا أو جماعة, في منزلة عالية من الإنسانية التي فطر الله الناس
عليها, فيكون الإنسان مصدراً لكل أنواع الخير والبر والإحسان, فصبره يحمله على
لزوم الحق, ويردعه عن سلوك الباطل, من تعدٍ على حرمات الله سبحانه وتعالى, ومن ظلم
للآخرين بأخذ بعض حقهم, أو منعهم شيئاً من حقهم، أو إلحاق الضرر بهم بأي شكل من
الأشكال, وصبره يجعله في حالة سوية مستقرة, فيكون قرير العين, هانىء البال, بعيداً
عن الهم والغم, لا يعرف اليأس والقنوط إلى قلبه سبيلاً, وإنما هو منشرح الصدر,
مطمئن النفس, وأنعم بها من حياة! وإن إنساناً بهذه المنزلة لجدير بأن يكون سبباً
في بناء مستقبل زاهر وواعد لأبناء أمته، لذلك كله نجد أن الله تبارك وتعالى قد وعد
الصابرين بأعظم الثواب فقال سبحانه: { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }
«الزمر 10» وقال سبحانه : { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}« الرعد 24 ».


وأما التضحية فهي خلق يحمل
الإنسان على البذل والعطاء وإن لحقه بعض الأذى, أو فاته بعض الخير، وفي هذا ما فيه
من تحقيق أنواع الخير والصلاح للفرد والمجتمع ما يشهد به كل ذي لب...


وأما الإيثار ففيه تحقيق
سمو النفس الإنسانية, وترفعها عن مطامعها الشخصية, ونزواتها الآنية، وتخلص من
الصفات البهيمية، ودحر للخصال الأنانية, من نحو: البخل, والشح...., وقد أثنى الله
سبحانه وتعالى على الأنصار رضوان الله عليهم بأنهم : { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان
بهم خصاصة} الحشر 9» وأشاد سبحانه بمن وُقُوا شح أنفسهم, ووعدهم بالفلاح، فقال
سبحانه: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} « التغابن 16».


وأما العفة فهي خلق نفيس,
تحمل صاحبها على الكف عما يتساقط فيه كثير من الناس من رديء الأفعال والأقوال
والنيات، وهذا الخلق له أثر عظيم في صلاح الحياة حاضراً ومستقبلاً , للفرد
والجماعة, لأنه يحمل صاحبه على الكف عن التطلع إلى عورات الآخرين, فينتج عنه حصول
الثقة والطمأنينة والوئام والوفاق بين أفراد المجتمع, ويحمل صاحبه على الكف عن
التعدي على أموال الآخرين وممتلكاتهم, أفراداً وجماعات, ويحمله على أداء الأمانة
في ذلك كله, فيكون سبباً في استقامة أحوال الناس, ومتانة علاقاتهم بعضهم ببعض,
بسبب الثقة التي تتولد بينهم حين يعف كل واحد منهم عما لا يحل له, إضافة إلى صلاح
أمر الحياة نتيجة لأداء كل فرد ما عليه, وكفه وعفته عما لا يحل له....


وأما الاقتصاد في الغنى
والفقر فهو منهج سويّ رائع العواقب, يُسْلم صاحبه إلى بر الأمان, لما يتضمنه من
توازن عجيب في أمر هذه الحياة عامة, وفي أمر الإنفاق والبذل خاصة, فهو مسلك وسط
بين نهج المسرفين المبذرين {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين } «الإسراء 27»
الذين يتلفون ما بأيديهم جميعه أو أكثره, فيصيرون إلى الإفلاس المؤدي للفقر, الذي
هو من أعظم أبواب الشر التي تفتح على الإنسان, وبين طريق أهل الشح والبخل المقترين
على أنفسهم وأهليهم مع وجود المال بأيديهم, فيصيرون إلى حال تشبه حال أصحاب القسم
الأول, إلا أنهم يفوقونهم في السوء لأن لديهم مالاً لا ينتفعون به كما ينبغي, وإن
كان كل من الفريقين على شركثير، لأن هذين الصنفين لن يكونا سواعد مباركة تسهم في
بناء مجد أمتهم, وتشييد حاضر ومستقبل رشيدين لأمتهم, لأنهم لم يفعلوا ذلك لأنفسهم,
فلم يفيدوا أنفسهم ولا ذويهم، فهم حتماً لن يفيدوا أمتهم ومجتمعهم, لأن فاقد الشيء
لا يعطيه .


لهذا نرى ربنا تبارك
وتعالى قد أثنى على المقتصدين في الإنفاق, وجعل ذلك من صفات عباده الذين وصفهم
سبحانه بأشرف الصفات عباد الرحمن فقال سبحانه: { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم
يقتروا وكان بين ذلك قواماً } «الفرقان 67 » وقال سبحانه: { ولا تجعل يدك مغلولة
إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً } «الإسراء 29».


ـ الإفادة من نتاج العقل
البشري في هذا الميدان, مما أنتجته عقول وتجارب وخبرات المختصين في ميدان التربية؛
وكذلك المهتمون بها, وإن كانوا من غير المسلمين, وهذا لا يخالف هدي الإسلام العظيم
وإنما يكون سبباً في إدراك عظمة هذا الدين, وسمو تعاليمه وهديه العظيم, لأن أولئك
المختصين قد أوجدوا كمّاً هائلاً من المؤلفات التي تعنى بالإرشاد إلى أفضل السبل
لتربية الناشئة تربية سليمة متوازنة, تلبي الاحتياجات, وتنتج جيلاً راشداً, يمكن
أن يسهم في التأسيس الصحيح لحاضره, ولبناء المستقبل بناء صحيحاً قوياً متيناً,
وهذا النتاج من مؤلفات وبحوث ودراسات ونحوها متوافرة لكل من أراد الانتفاع منها,
ومعلوم أنه ينبغي لنا أن نفيد من كل ما من شأنه أن يسهم في نفع مجتمعنا عامة
وشبابنا خاصة, فإن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها .


2 ـ المجال الاقتصادي


لقد جاء الإسلام بأكمل هدي
وأتمه في ما يتعلق بالمال, على نحو ما سأشير إليه بعد قليل, لذلك أثمر هذا الهدي
ثماره العظيمة, ولا يزال, في الصدر الأول من هذه الأمة, فقد فاض المـال الحلال
الطيب وكثر في أيدي الناس, وخاصة في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى
كان يقسم المال على الناس في السوق, فيحصلون عليه من دون عمل أو تعب منهم ...


لهذا كان من المهم غاية
الأهمية توضيح الهدي الإسلامي تجاه المال, وبيان ضوابط ذلك، خاصة لفئة الشباب
المتلهف للمال أكثر من غيره, لأن حب المال شهوة غرزية تدل على الحكمة والقدرة
الإلهية, ركبها الله عز وجل في الناس لحكم عظيمة لا يحيط بمداها إلا الله تبارك
وتعالى؛ ومن تلك الحكم صلاح أمر الحياة الدنيا, فقد جعل الله جل وعلا المال وسيلة
لتبادل المنافع بين الناس, فبه يحصل كل واحد من الناس على حوائجه من غيره من
الناس, وبهذا يتكامل بناء الحياة البشرية، قال سبحانه: {زين للناس حب الشهوات من
النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام
والحرث} «آل عمران 14» وقال سبحانه: { وتحبون المال حباً جمّاً } «الفجر 20».


وبناء على هذا نقول إنه لا
بد من توضيح هدي الإسلام تجاه المال وكيفية التعامل معه, ووجوب تعريف الشباب خاصة
بهذا الهدي العظيم, حتى يكون المسلم خاصة الشباب على بصيرة من أمره, ومن هذا الهدي
العظيم :


ü
وجوب ضبط شهوة حب المال, فيجب بقاء حب المال وشهوته في إطار حدها الطبعي الذي ركبه
الله عز وجل في الإنسان, حتى يبقى الإنسان في حدود الاعتدال والوسطية التي رضيها
الله تعالى لخلقه, فلا إفراط ولا تفريط, لأن شهوة المال إذا خرجت عن حدها الطبعي
إلى الطمع والجشع..., فإن هذا سيؤدي إلى فتح أبواب من الشر سيصطلي بنارها صاحبها
خاصة ومجتمعه عامة, ولأن في هذا انحرافاً عن الغرض الذي خلق الله سبحانه وتعالى له
المال, وحين ينحرف الناس عن الجادة فقد عرضوا أنفسهم لسخط الله وعقوبته, والعياذ
بالله .


ü
أهمية الإنفاق في سبيل الله تعالى, وأنه من أسباب حصول الخلف للعبد من الله تعالى,
قال صلى الله عليه وسلم: " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول
أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً, ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً "
متفق عليه.


ü أنه
ما أكل ابن آدم طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، قال صلى الله عليه وسلم:
" ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده...." رواه البخاري.


ü
بيان معنى البركة وأثر حلولها ومحقها، وبيان أثر الحالة الاعتقادية والنفسية
والنية في تحصيل المال أو التعامل معه عامة, لحصول البركة أو نزعها, فمن أخذه
بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، قال صلى الله عليه
وسلم لحكيم بن حزام رضي الله عنه: "يا حكيم إن هذا المال خضر حلو, فمن أخذه
بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل
ولا يشبع ... " متفق عليه .


ü أن
أفضل الناس اثنان: رجل آتاه الله القرآن والحكمة فهو يعمل به, ورجل آتاه الله
مالاً فأنفقه في سبيل الله, قال صلى الله عليه وسلم " لا حسد إلا في اثنتين:
رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته إنفاقه ] في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو
يقضي بها ويعلمها" متفق عليه .


ü
بيان أثر الإنفاق في حفظ المال وطهارته ونمائه, قال صلى الله عليه وسلم "
ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه: ما نقص مال عبد من صدقة .... "
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح .


ü من
أسباب حصول الرزق -للفرد والمجتمع - طاعة الله عز وجل: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر
عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} «طه 132» تقوى الله عز وجل{ ...
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب} « الطلاق 2 ـ 3 »


ومن أسباب الحرمان:
المعاصي عامة, قطع الرحم خاصة , إهمال الدعاء, التواكل....


وخلاصة الأمر أنه يجب
التأكيد على أن مجتمعنا وشبابنا خاصة لا يجوز أن يكون مجتمعاً مادياً, بل مادي
روحي أخلاقي .


إضافة إلى ضرورة الإفادة
من نتاج العقل البشري في ما يتعلق ببيان الطرق السليمة لكيفية إدارة الأموال؛
وكيفية الاستفادة منها على أفضل وجه ممكن, وهذا يكون سبباً في الإسهام في بناء
مستقبل أمتنا المجيد .


3 ـ المجال السياسي ويتمثل
ذلك في :


بيان هدي الإسلام ـ معتقد
أهل السنة والجماعة ـ في ولاية الأمر, من نحو وجوب السمع والطاعة لولي الأمر
المسلم في غير معصية الله تعالى, كما بين ذلك سبحانه وتعالى في كتابه فقال: { يا
أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } «النساء 59»،
وكقوله صلى الله عليه وسلم: " على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره,
إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " رواه البخاري ومسلم,
وبيان حقوق الراعي والرعية, والتشديد على مبدأ ( الدين النصيحة ) ثم يبين للولاة
عاقبة مخالفة أمر الله تعالى في رعاياهم، ويبين للرعية عاقبة مخالفة أمر الله
تعالى في حق ولاتهم, والتشديد على التعاون بين الجميع، لبناء مستقبل زاهر رشيد .


4 ـ المجال الاجتماعي


ويتمثل ذلك في هدي الإسلام
العظيم في هذا المجال المهم في حياة الناس, ويتجلى ذلك في أمور يمكن أن نلمسها على
النحو الآتي :


بيان فضل تقديم الخير
والمعروف للناس، فهذا يسهم في بناء مجتمع صالح، معافى نفسياً, وروحياً,
واجتماعياً، وإحياء روح التكافل والترابط...، ذلك أن من أهم أسباب حصول النزاع
والخلاف والانحراف والتخلف وانصراف الهمم إلى سفساف الأمور والإعراض عن معاليها ما
يلي:


ü
اختلال الموازين, وذلك بأن لا يعطى كل ذي حق حقه, ولم يعرف لكل ذي قدر قدره, وعلى
هذا فالواجب إعطاء كل ذي حق حقه، وأن يعرف لكل ذي قدر قدره, حتى تحفظ الحقوق, مما
يكون سبباً في سلامة الصدور, واستقرار النفوس, وعند ذلك ينطلق كل واحد للعمل
المثمر البناء .


ü
الفقر، وما ينجم عنه من معاناة, وصرف لصاحبه عن الإسهام في بناء وتشييد مستقبل
أمته بالشكل الذي ينبغي .


وقد عمل الإسلام على
معالجة هذا الأمر بطرق كثيرة من أهمها: إيجاب الزكاة على المستطيعين, والحث على
الصدقة..., فلو أديت الزكاة على الوجه المطلوب لكفت كل المحتاجين .


ü
الطبقية أو العنصرية بين أفراد المجتمع .


ü
التنافر والتناحر بين أفراد المجتمع، وقد عالجه الإسلام بالتشديد على معنى الأخوة
الإيمانية قال تعالى {إنما المؤمنون إخوة } (الحجرات 10) وقال صلى الله عليه وسلم:
" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ... " متفق عليه .


ü
حصول بعض حالات حرمان وإهمال وضياع, وبخاصة للأبناء بسبب وفاة الوالدين أو أحدهما؛
أو حصول طلاق أو تقصير من أحد الوالدين أو كلاهما، ونحو ذلك, وقد عالج الإسلام
ذلك, فبين أن صلاح الأب فيه حفظ وصلاح لذريته, قال تعالى: { وكان أبوهما صالحاً
فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك} (الكهف 82 ) وقال صلى
الله عليه وسلم :"أنا وكافل اليتيم هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى وفرج
بينهما" رواه البخاري .


التأكيد على وجوب إخراج
الزكاة، وبيان أهمية الصدقة والهدية, وبيان فضل الإقراض الحسن الشرعي.....


بذل المعروف والإحسان
بالجاه، والسلطان، والمال .... .


إشاعة روح الحوار الهادف
المنطلق من الهدي الإسلامي العظيم...... .


إقامة المشاريع ذات العمل
المؤسسي للنفع العام, وبخاصة قطاع الشباب, وبخاصة المحتاج منهم, من نحو :


ü
إنشاء مؤسسات مالية لتسهيل أمر القرض الحسن, فهذا يمكنهم من البعد عن مؤسسات
الربا, أو المعاملات المحرمة, أو يلجئهم إلى الرشوة أو السرقة, ومن ثم يشيع بيع
الذمم والدِّين والأعراض .


ü
إقامة مؤسسات صحية للأطباء المتبرعين لمعالجة الأسر الفقيرة, وبخاصة ذات الشباب
المحتاج .


ü
إقامة مؤسسات استشارية لتقديم النصح والمشورة والخبرات والمعلومات اللازمة لإضاءة
الطريق لهم ليشقوا طريقهم في الحياة بكل ثبات وسداد .


ü
إقامة مشاريع خاصة مخصصة لتسهيل أمر الزواج, وذلك :


ü
بالدعم المالي ( القرض الميسر أو الهبة ) .


ü
العمل على التوفيق بين الشباب والشابات عبر آليات محددة تهدف إلى تسهيل أمر الزواج
.


ü
تقديم التوعية الكافية عن الحياة الزوجية, وكيفية التعامل الصحيح بين الزوجين,
وبخاصة في بدء الحياة الزوجية, وذلك لكي تستمر علاقتهما الزوجية بمحبة ومودة .


ü
العمل على مساعدة ( الشابات ) اللاتي لا يعرفهن أحدا، أو اللاتي لا تعرف أسرهن,
وذلك بالطرق المناسبة التي تحفظ لهن كرامتهن, مع تسهيل أمر زواجهن .


كل ذلك حتى سلم المجتمع من
أخطار العنوسة وتأخر الزواج, التي ينتج عنها فتنة في الأرض وفساد كبير .


ü
إقامة المؤسسات الضخمة ذات الميزانيات الكبيرة ( فيمكن فتح باب الدعم والتبرع لها
) التي تخص الشباب، بحيث توفر لهم كل ما يحتاجون إليه - في ظل الشريعة المطهرة- من
جميع النواحي: الروحية, والعلمية, والعقلية, والجسمية, والترفيهية, والرياضية,
والمهارية .... إلخ، وهذا يسهم في استثمار أوقاتهم, وطاقاتهم, إبداعاتهم,
هواياتهم, إضافة إلى توجيههم إلى أقوم السبل, وأهدى الطرق ... , وذلك أنه لا بد من
إدراك أمر مهم جداً والتنبه إليه نص عليه القرآن العظيم وهو: أهمية إكرام مثواهم,
عسى أن ينفعوا دينهم وذويهم ومجتمعهم وأمتهم { وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته
أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً} «يوسف21».


ü يجب العناية بفقه الأولويات, وتقدير المصالح والمفاسد, وأن يضاف للمعرفة
الشرعية تعميق المعرفة بأمور الحياة, والاستفادة من تجارب الأولين والآخرين,
والقريبين والبعيدين, وما توصل إليه العلماء والخبراء في كل مجال من مجالات
الحياة, وتزويد النشء بخلاصة تلك التجارب البشرية, لزيادة المعرفة بأمور الحياة,
وذلك حتى تصدر الأحكام مبنية على وعي كامل, وفهم دقيق, ودراسة مستفيضة, وسبر عميق,
وبخاصة الأمور العامة التي تعني عامة المسلمين, ومصيرهم العام ..... , حتى لا يكون
النشء عرضة للاجتهاد الشخصي, والتقدير القاصر, والحساب المختل, والفهم الأعوج,
والنظر القاصر ..... .


وحبذا لو وجدت مؤسسات
ومراكز تضم متخصصين في مختلف المجالات العلمية الشرعية, والسياسية, والمالية,
والصحية, والإعلامية ..... , تقدم دراسات ونشرات دورية تزود بها الجهات المختصة
المختلفة, لتكون عاملاً مساعداً في الارتقاء بمستوى الفهم والمعرفة والوعي
والتوضيح لحقائق الأشياء التي تحتاج إلى ذلك .


وذلك لأن العلم والمعرفة
النظرية المجردة لا تغني عن عدم وجود عقل راجح ذي خبرة ومعرفة ودراية وحكمة, فلا
بد من العلم الصحيح والعقل الصحيح, والعقل بحاجة مستمرة إلى تزويده بما يضيء له الطريق,
ويجلي الحقائق, ويكشف المختلط والمتداخل, حتى تكون تصوراته وأحكامه مبنية على أكبر
قدر ممكن من المعرفة والوضوح والدقة والإصابة .


هذا ما تيسر إيراده ,
والحمد لله أولاً وآخراً , وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


الأسس النظرية لبناء المستقبل 3200639301 الأسس النظرية لبناء المستقبل 3200639301 الأسس النظرية لبناء المستقبل 3200639301


الأسس النظرية لبناء المستقبل 161034607

الأسس النظرية لبناء المستقبل 2861725787
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.www.pub-web.co.cc
ليمونة
مشارك
مشارك
avatar


الجنس الجنس : الأسس النظرية لبناء المستقبل I_icon_gender_female
البلــــــــــــد البلــــــــــــد : الأسس النظرية لبناء المستقبل Dz10
نسخة المنتدى نسخة المنتدى : الأسس النظرية لبناء المستقبل Fminvi10
نوع المتصفح : الأسس النظرية لبناء المستقبل Fmchro10
العمل أو الترفيه : الأسس النظرية لبناء المستقبل Unknow10
كيف تعرفت علينا كيف تعرفت علينا : ياهو
عدد المساهمات عدد المساهمات : 58
رصيد الكاتل رصيد الكاتل : 54
سمعة العضو في المنتدى سمعة العضو في المنتدى : 0
عمر العضو عمر العضو : 30
احترام قانون المنتدى احترام قانون المنتدى : الأسس النظرية لبناء المستقبل 111010

الأسس النظرية لبناء المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأسس النظرية لبناء المستقبل   الأسس النظرية لبناء المستقبل I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 01, 2011 11:01 am

الأسس النظرية لبناء المستقبل 145964695
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سما
عضو جديد
عضو جديد
avatar


الجنس الجنس : الأسس النظرية لبناء المستقبل I_icon_gender_female
العمل أو الترفيه : الأسس النظرية لبناء المستقبل Unknow10
كيف تعرفت علينا كيف تعرفت علينا : أحلى منتدى
عدد المساهمات عدد المساهمات : 20
رصيد الكاتل رصيد الكاتل : 11
سمعة العضو في المنتدى سمعة العضو في المنتدى : -1
عمر العضو عمر العضو : 33
احترام قانون المنتدى احترام قانون المنتدى : الأسس النظرية لبناء المستقبل 111010

الأسس النظرية لبناء المستقبل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأسس النظرية لبناء المستقبل   الأسس النظرية لبناء المستقبل I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 08, 2011 5:44 am

شكرا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأسس النظرية لبناء المستقبل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ¨°o.O (حصريــ) O.o°¨أثر الوعي ــــا ~*¤ô§ô¤*~التاريخ في بناء المستقبل~*¤ô§ô¤*~دراسة قرآنية ذكر الأنبياء نموذجاً

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
استضافة اشهار كوم للتطوير :: الفئة العامة ::   :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى:  
Alexa Certified Traffic Ranking for pub-web.yoo7.com/